نجاح عملية الحوار الوطني في إثيوبيا سيضمن السلام والإستقرار فى المنطقة وأفريقيا

 

 

إن نجاح عملية الحوار الوطني لن تكون نتائجها مقتصرة فقط على اثيوبيا ولكن على القرن الافريقي وأفريقيا ، حيث ستخلق أرضية للتفاهم وتطور ثقافة الحوار من أجل بناء نظام ديمقراطي قوي فى اثيوبيا وتأكد على السلام الدائم والدستور القوي فيها.

تُعتبر المرحلة التي نعيش فيها مرحلة فارقة ومهمة، حيث تسعى اثيوبيا ومن خلال جميع أبناؤها الجلوس الى طاولة الحوار ليتم مراجعة القضايا الوطنية الاساسية التي لم يتم الإتفاق عليها.

حيث ستشهد الأسابيع القادمة أياماً فاصلة في تقرير مايفيد البلاد لتنعم بالسلام والديمقراطية والتنمية.

وإن نجاح اثيوبيا فى إجراء حوار وطني شامل وفعال سيتعدى فائدته الإقليم  بإعتباره حلاً يحتذى به فى إيقاف صوت الرصاص والتوصل الى سلام دائم وتنمية شاملة للجميع.

مفوضية الحوار الوطني

قبل 3 سنوات وفي 23 فبراير 2022 تم إنشاء مفوضية الحوار الوطني الأثيوبي والمكون من 11 مفوض لإدارة ومتابعة أول حوار وطني شامل فى اثيوبيا.

ومفوضية الحوار الوطني الأثيوبية هي مفوضية لها جسم قانوني وليس لها او لمفوضيها أي إنتماء سياسي ولاتقع تحت ضغط حكومي او خاص فى عملها، وتتبع لمجلس نواب الشعب .

ويتركز عمل المفوضية على تهيئة الظروف المواتية للتوافق الوطني من خلال مرحلتين .

 الأولى تحديد الأسباب الجذرية للانقسام العميق والخلاف بين المجتمع الإثيوبي من خلال البحث والحوارات العامة.

والثانية : إجراء الحوار الوطني وتقديم التوصيات إلى الجهات المعنية وتصميم نظام مراقبة تنفيذه.

كما تأتي رؤية المفوضية فى تحقيق التوافق الوطني الذي تم التوصل إليه حول القضايا الأساسية ذات الأهمية الوطنية.

ومرت اثيوبيا كدولة بالعديد من النزاعات والمشكلات والتحديات والإنقسامات بسبب عدم التوافق والإتفاق فى عدد من القضايا الوطنية، وكانت نتائجها الحروب والنزاعات والنزوح والفقر الذى يدور فى حلقة مفرغة من الرغبة في الانتقام وعدم التسامح في البلاد.

لذا كان من الشجاعة والنزاهة تبادل الرأي في القضايا المهمّة بين مختلف فئات الشَّعب السياسية، وفصائله العاملة؛ للتوصل الى توافق يصب فى مصلحة المجتمع.

إن الأنظمة الديمقراطية المتطورة تعتمد على الحوار الوطني كنهج وسياسة، وبدون الحوار الوطني فيوجد القمع والإستبدار وتكثر الصراعات الداخلية وتعم الفوضي والإضطرابات مما يؤثر على الإستقرار فى شتى مناحي الحياة ويعم الجهل ويكثر التخلف وتتفكك الجبهة الداخلية.

ماهو الحوار الوطني

تُعرف عملية الحوار ببساطة بأنها تناقش عن طريق الكلام المباشر بين شخصين او مجموعة من الأشخاص بطريقة هادئة ومنظمة حول موضوع او فكرة معينة.

تتضمن تحديد موضوع الحوار وإتفاق المتحاورين على الحوار وتحديد الهدف من الحوار بجانب التقييد بأداب الحوار ثم التوصل الى توافق وتوصيات للموضوع بكل مصداقية وشفافية.

سيتم ذلك من خلال المحاور وهو الشخص الذى يعطي سلطة اجراء الحوار على المستوى الفيدرالي والإقليمي، معرفة الأسباب الأساسية والحقيقية للإختلافات فى القضايا الوطنية والعمل على توضيحها والحوار فيها.

وسيتم العمل على إجراء حوار وطني بين مختلف أفراد المجتمع، عبر محاورين تم إختيارهم يمثلون 10 من فئات المجتمع تشمل النساء ،الشباب ،النازحين ،ذوي الإعاقة ،المزارعين الرعاة ، المغتربين،العاملين فى المجال الحكومي ،الخاص، قادة المجتمع، والأساتذة.

ووفقاً لمفوضية الحوار الوطني فقد تم  تحديد المرشحين الذين سيشاركون في الحوار الوطني، تمت في 10 ولايات إقليمية وإدارتين لمدينتين، حيث تم تحديد حوالي 12294 مشاركًا من 679 منطقة يقومون بإدارة ومتابعة الحوار بكل ثقة وشفافية.

فائدة الحوار الوطني

من خلال إجراء حوار وطني حقيقي وشفاف وفعال حول مختلف القضايا الوطنية الأساسية فى اثيوبيا يمكننا خلق تفاهم وثقة بين جميع أفراد المجتمع بكافة أطيافه.

وكذلك إيحاد حلول مستدامة للمشكلات التي ظلت تواجه مجتمعاتنا عبر حلول محلية وذات شمولية، دون الحاجة الى حمل السلاح والنزاعات التي يأتي أغلبها من عدم الإنصات الى صوت العقل والحوار.

وإن تأكيد السلام الدائم وبناء دستور قوي يتوافق عليه المواطنون، حيث يمكن حل العديد من القضايا الوطنية المتعلقة بحياة المواطنين ونص عليها الدستور.

ومن خلال بناء نظام ديمقراطي وإعلاء سلطة القانون يمكننا تحقيق قيم العدالة والمساواة والحرية بين أبناء الوطن.

نجاح الحوار الوطني

 وإبتداء من 29 مايو الحالي ولمدة أسبوع ستبدأ المرحلة النهائية للحوار الوطني من خلال جمع الأجندة والقضايا والحوار فيها في مدينة أديس أبابا.

هذه دعوة لكل إثيوبي وإثيوبية بأن تنتهز هذه الفرصة التاريخية فى الجلوس معاً ونتحدث معاً من أجل مصلحة إثيوبيا.

ويجب أن نتشارك جميعاً  ونتسامح فى أخطاء الماضي لنعيش واقع صحي ومستقبل مشرق واعد لنا ولأبنائنا.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023